رمضان شهر الخير والرحمة، و إن أبى البعض ممن ينتقمون من أنفسهم أنهم صاموا و يؤذون الناس و كأنهم هم فقط من صام وسط أناس لم يعرفوا أركان الاسلام و لم يتسحروا أمس الأول!
تجده فظاً غليظاً لا يحتمل حتى إشارة مرور ولا دعابة زميل و كأن أعشاش الشاهين مترعة بالماء و البيض فوق رأسه، و الأنكى أن هذا الصائم الفريد عندما يهم بالرد أو الكلام يتذكر أنه هو الوحيد الذي صام فيقول ” لا تخليني افطر عليك”، مع أن الجرم الذي حصل لا يتجاوز أن قال له زميله مداعباً ” وش فيك مكتم؟ الصيام لله ترى”.
هذه الكلمة ذات مفعول سحري عند هذا المخلوق الثديي المتفرد حيث أنها تشفي غليله و تروي كبريائه الذي صام قهراً و قسراً و ليس لله كما بقية المخلوقات المكتوب عليها الصيام منذ فجر الخليقة.
الصيام بيولوجياً يؤثر على الوظائف العضوية و النفسية بلا شك خصوصاً مم اعتاد على عادات معينة ترتبط براحة العقل الباطن و كالتدخين و الشاي و القهوة، و هذا مما لا يُنكر لكن لم يأتي فتح طبي يستحق أن يحظى بجائزة نوبل يفسر سلوك هذا الصائم الناقم الذي لو كان الأمر بيده لقلع إشارات المرور من مكانها لأنها تجرح صيامه و تقلل من أجره و ترفع معدل النبض و الضغط لمستويات ما قبل الصيام.
.أخي الفلتة، ليس الشديد بالأعلى صوتاً و الأشرس سلوكاً، إنما الذي يتمم صيامه طبيعياً كما خلقه ربه
عبدالعزيز السماعيل في الثاني عشر من رمضان ٢٠٢٢